الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة **
وجلس السلطان الملك المؤيد بمقعد الإسطبل المطل على الرميلة وكان عدم نزول المؤيد إلى الإسطبل بسرعة له أسباب منها: أنه كان مطمئن الخاطر على باب السلسلة لكون الأمير آخور برسباي ليس هو من غرض أحد من الطائفتين وأيضًا كونه صهره زوج بنت أخته من الأمير بردبك الدوادار الثاني وقد صار بردبك من الممسوكين عند الأتابك خشقدم وأيضًا أن والده إينال هو الذي رقاه وخوله في النعم فلم يلتفت برسباي لشيء من ذلك وأنشد قول من قال: الوافر لعمرك و الأمور لها دواع لقد أبعدت يا عتب الفرارا ومنها: أنه صار ينتظر من يأتيه من أصحابه وحواشيه وخجداشية أبيه و مماليكه فلم يأته أحد منهم. فلما يئس منهم قام من الدهيشة بعد أن جاءه الخبر بأخذ باب السلسلة واسترجاعها بيد مماليك أبيه الأجلاب. ولما جلس بالمقعد و رأى القوم قد تكاثف جمعهم وكثر عددهم وهو فيما هو فيه من قلة العساكر و المقاتلة لم يكترث بذلك وأخذ في الدفع عن نفسه بمن عنده. غير أن الكثرة غلبت الشجاعة وما ثم شجاعة ولا دربة بمقاومة الحروب وصار كذلك خذلانًا من الله تعالى: فإنه لم يطلع إليه في هذا اليوم واحد من مماليك أبيه القديمة ولا خجداشيته وما كان عنده من الأمراء غير قراجا المقدم ذكره ومن أعيان الخاصكية فارس البكتمري أحد الدوادارية الأجناد ومقبل دواداره قديمًا قبل سلطنته وهؤلاء الثلاثه كلا شيء ولولا ذكر أسماء من كان عنده علم خبر ما ذكرت مثل هؤلاء الأصاغر. وكان عنده مع هؤلاء أجلاب أبيه الذين بالأطباق وهم عدة كبيرة نحو الألف أو دونها بيسير أو أكثر منها بقليل وهم الذين اشتراهم والده الأشرف بعد سلطنته من التجار وأما الذين اشتراهم من تركة الظاهر جقمق و من مماليك ولده الملك المنصور عثمان وعدتهم تزيد على المائتين وهم أعيان مماليك الأشراف إينال وأصحاب الوظائف والإقطاعات فقد استمالهم الأمير جانبك نائب جدة قبل ذلك وقال لهم: " أنتم ظاهرية وشراء الأشرف لكم غير صحيح " فمالوا إلى كلامه وإحسانه وعطاياه الخارجة عن الحد في الكرم وصاروا من حزب الظاهرية. و ركبت الجميع معه في هذا اليوم وقاتلوا ابن أستاذهم أشد قتال وصاروا هم يوم ذلك أعيان العسكر بالشبيبة والإمكان والكثرة هذا مع من كان الأتابك خشقدم من الناصرية والمؤيدية والظاهرية والسيفية. فلما رأى الملك المؤيد كثرة هذه العساكر وميل مماليك والده معهم تعجب غاية العجب وعلم أن ذلك أمر رباني ليس فيه حيلة وما هو إلا بذنب سلف دعوة مظلوم غفلوا عنها لم يغفل الله عنها أو للمجازاة لأن الجزاء من جنس العمل وقد ركب أبوه الملك الأشرف إينال على الملك المنصور عثمان بعا أن تخول في نعم الظاهر جقمق فإنه هو الذي رقاه وولاه الأتابكية فغدر به وخلعه من الملك وتسلطن مكانه وحبسه إلى أن مات. وأغرب من هذا كله أن الملك المؤيد هذا كان له أيام والده جماعة كبيرة من أعيان الظاهرية والأشرفية والسيفية يصحبونه ويمشون في خدمته ويتوجهون معه في الرمايات والأسفار وإحسانه متصل إليهم من الآنعام والمساعدة في الأرزاق والوظائف فلم يطلع إليه واحد منهم وأيضًا فاؤوا الجميع للأتابك خشقدم ومن معه قبل أن يستفحل أمر خشقدم ويضعف أمر المؤيد فما ذاك إلا عدم موافاة لا غير. وأعجب من هذا أن أصحاب المؤيد ومماليك أبيه الذين تقدم ذكرهم ممن انضاف مع الأتابك خشقدم كانوا يوم الواقعة من الممقوتين لا من المتأهلين وذل الإبعاد لائح عليهم وكان يمكنهم تلافي الأمر والطلوع إلى الملك المؤيد ومساعدته فلم يقع ذلك فهذا هو السبب لقولي: إن هذا كله مجازاة لفعل والده السابق وقد ورد في الإسرائيليات: " يقول الرب: يا داود أنا الرب الودود أعامل الأبناء بما فعل الجدود ". ثم التحم القتال بين الطائفتين مناوشة لا مصاففة غير أن كلا من الطائفتين مصر على قتال الطائفة الآخرى والملك المؤيد في قلة عظيمة من المقاتلة ممن يعرف مواقع الحرب وليس معه إلا أجلاب وهذا شيء لم يقع لأحد غيره من السلاطين أولاد السلاطين فإن الناس لم تزل أغراضًا ووقع ذلك للعزيز مع الملك الظاهر جقمق فكان عند العزيز جماعة كثيرة من الأمراء والأعيان لا تدخل تحت حصر وكذلك للمنصور عثمان مع الملك الأشرف إينال وكان عنده خلائق من أعيان الأمراء مثل الأمير تنم المؤيدي أمير سلاح ومثل الأمير قاني باي الجاركسي الأمير آخور الكبير وغيرهما من أعيان أمراء أبيه ولا زالت الدنيا بالغرض فقوم مع هذا وقوم مع هذا. غير أن الملك المؤيد هذا لم يكن عنده أحد البتة فانقلب الموضوع في شأنه فإنه كان يمكن الذي وقع له يكون للعزيز والمنصور فإنهما كانا حديثي سن والذي وقع لهما أعني العزيز والمنصور كان يكون للمؤيد لأنه كبير سن وصاحب عقل وتدبير فسبحان الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد. قلت: ولهذا لم تطل وقعة المؤيد هذا فإنه علم بذلك زوال ملكه وتركه برسباي البجاسي الأمير آخور وخيربك القصروي نائب قلعة الجبل ونزلا إلى الأتابك خشقدم فإن العادة في الحروب إذا كان كل من الطائفتين يقابل الآخرى في القوة والكثرة يقع القتال بين الطائفتين وكل من الطائفتين يترجى النصرة إلى أن يؤول النصر لإحدى الطائفتين وتذهب الآخرى إلا هذه الوقعة لم يكن عند اامؤيد إلا من ذكرناه. وأما عساكر الأتابك خشقدم فانتشرت على مفارق الطرق فوقف الأمير جانبك الظاهري نائب جدة بجماعة كثيرة من خجداشيته ومماليكه برأس سويقة منعم وتلقى قتال الملك المؤيد بنفسه وبحواشيه المذكورين وعظم أمر الأمير الكبير خشقدم به حتى تجاوز الحد واجتهد جانبك المذكور في حرب المؤيد حتى أباده. وكان الملك المؤيد أولًا يقرب جانبك هذا في ابتداء سلطنته تقريبًا هينًا مع عدم التفات إليه ولا إلى غيره لأنه كان يقول في نفسه: إن ابتداءه كانتهاء أبيه في العظمة ولما تسلطن أخذ في الأمر والنهي أولًا بغير حساب عواقب استعزازًا بكثرة ماله وبحواشيه ومماليك أبيه فسار في الناس بعدم استمالة خواطرهم وسار على ذلك مدة أيام وجعل جانبك هذا في أسوة من سلك معهم هذه الفعلة فاستشارني جانبك في أن يداخله لعله يرقع عليه أمره فإنه ما كان حمولًا للذل وإنما كان طبعه أن يبذل المال الجزيل في القدر اليسير في قيام الحرمة فأشرت عليه بالمداخلة فداخله. وكنت أنا قبل ذلك داخلته أيامًا فإذا به جامد نفور بعيد الاستمالة إلا لمن ألفه وحدثته بما رأيته منه قبل أن أشير عليه بصحبته فقال ما معناه: إني أنا آخذ الشيء بعزة وتمهل وهو يدور مع الدهر كيفما دار. ثم اجتمع بي بعد مدة أيام في يوم الجمعة بعد أن صلى معه الجمعة وقلع ما عليه من قماش الموكب ودخل إليه في الخلوة بقاعة الدهيشة ثم خرج من عنده وهو غير منشرح الصدر وقال لي: " القول ما قلته ". ثم شرعنا فيما نحن في ذكره مجلسًا طويلًا وقمناعلى غير رضاء من الملك المؤيد. ووقع في أثناء ذلك ما ذكرناه من أمر الوقعة والفتنة ووقوف جانبك ومن معه برأس سويقة منعم هذا مع ما كان بلغ المؤيد في هذا اليوم وفي أمسه أن القائم بهذا الأمر كله جانبك نائب جدة وأنه هو أكبر الأسباب في زوال ملكه وفي اجتماع الناس على الأتابك خشقدم. ثم رأى في هذا اليوم بعينه من قصر القلعة وقوف جانبك على تلك الهيئة فعلم أن كل ما قيل عنه في أمسه ويومه صحيح فأخذ عند ذلك يعتذر وكتب كتابًا للأمير جانبك بخطه يعده فيه بأمور منها: أنه يجعله إن دخل في طاعته أتابك العساكر بالديار المصرية وأنه لا يخرج عن أوامره وأنه يكون هو صاحب عقده وحله ويترقق له وبسط الكلام في معنى ما ذكرناه أسطرًا كثيرة وهو يكرر السؤال فيه ويحلف له فيما وعده به ورأيت أنا الكتاب بعيني وفيه لحن كثير كأنه كان ما مارس العربية ولا له إلمام بالمكاتبات على أنه كان حاذقًا فطنًا غير أن الفضيلة نوع آخر كما كانت رتبة المقام الناصري محمد ابن الملك الظاهر جقمق رحمهما الله تعالى فلم يرث جانبك لما تضمن هذا الكتاب ودام على ما هو عليه ونهر قاصده الحامل لهذا الكتاب وقال له: " إن عدت إلي مرة أخرى أرسلتك إلى الأمير الكبير ". واستمر على ما هو عليه من الاجتهاد في القتال وصار أمر الملك المؤيد في إدبار وعساكر الأتابك خشقدم في نمو وزيادة. هذا والمناوشة بالقتال مستمرة بين الطائفتين وقد أفطر في هذا اليوم خلائق من شدة الحر وتعاطي القتال من الطائفتين وجرح جماعة كثيرة من الفريقين فلم ينقض النهار حتى آل أمر الملك إلى زوال وهو مع ذلك ينتظر من يجيء إليه لمساعدته وهو بين عسى ولعل وكاتب جماعة من أصحابه ممن كان عند الأتابك خشقدم فلم يلتفت إليه أحد لتحقق الناس زوال ملكه. وبينما الناس في ذلك و إذا بخيربك القصروي نائب قلعة الجبل ترك باب المدرج ونزل إلى الأمير الكبير خشقدم وصار من حزبه فعلم كل أحد أنه قد ذهب أمر الملك المؤيد ولو كان فيه بقية ما نزل نائب القلعة منها وانضاف إلى جهة الأمير الكبير. وبقي باب القلعة بغير ضابط فأرسل الملك المؤيد في الحال بعض أصحابه وجلس مكان خيربك هذا فلم يشكر أحد خيربك المذكور على فعلته هذه. كل ذلك وأمر المؤيد في انحطاط فاحش وصارت العامة تسمعه المكروه من تحت القلعة لا سيما لما دخل الليل فإنه بات بالقصر في قلة من الناس إلى الغاية لأن غالب من كان عنده تركه ونزل إلى تحت وكانوا في الأصل جمعًا يسيرًا وبات من هو أسفل وقد استفحل أمرهم وتأهبوا للقتال في غد وهمتهم قد عظمت من كثرة عددهم وتكاثف عساكرهم من كل طائفة حتى من ليس له غرض عند أحد بعينه جاء إلى الأمير الكبير مخافة على رزقه ونفسه لما علم من قوة شوكة الأمير الكبير وما يؤول أمره إليه. هذا مع حضور الخليفة والقضاة الأربعة عند الأمير الكبير وجميع عيان الدولة من المباشرين وأرباب الوظائف وغيرهم والملك المؤيد في أناس قليلة جدًا. ومضت ليلة الأحد المذكور والملك المؤيد في أقبح حال. هذا وقد علم ترجي من كان عنده بالقلعة من نصرته وتقاعد غالب من كان عنده عن القتال وهم الأجلاب من مماليك أبيه لا غير. فلما أصبح نهار الأحد تاسع عشر شهر رمضان من سنة خمس وستين وثمانمائة ظهر ذلك عليهم وبردت همتهم وركضت ريح عزائمهم وأخذ كل احد من أصحابه في مصلحة نفسه إما بالإذعان للأمير الكبير خشقدم أو بالتجهز للهرب والاختفاء. وظهر ذلك للملك المؤيد عيانًا فأراد أن يسلم نفسه ثم أمسك عن ذلك من وقته. كل ذلك وأصحاب الأمير الكبير لا يعلمون بذلك فقد أصبحوا في أفحل أمر وأقوى شوكة وأكثر عدد وقد تهيؤوا في هذا اليوم للقتال ومحاصرة قلعة الجبل زيادة على ما كانوا عليه في أمسه وفي نفوسهم أن أمر القتال يطول بينهم أيامًا. وبينا هم في ذلك ورد عليهم خبر الملك المؤيد مفصلًا وحكي لهم انحلال برمه وانفلاك أمره وما هو فيه من أنه أراد غير مرة تسليم نفسه وزاد الحاكي وأمعن لغرض ما فقوى بذلك قلوب من هو أسفل وتشجع كل جبان فطلب المبارزة كل مول وتقدم كل من كان خاف هذا من هؤلاء فكيف أنت بالشجاع المقدام!. فعند ذلك اجتمعوا على القتال وزحفوا على القلعة بقلب رجل واحد فقاتلهم عساكر الملك المؤيد قتالًا ليس بذاك ساعة هينة. فلما رأى الملك المؤيد أن ذلك لا يفيده إلا شدة وقسوة أمر عساكره ومقاتلته بالكف عن القتال وقام من وقته وطلع القلعة بخواصه وأمر أصحابه بالآنصراف إلى حيث شاؤوا. ثم دخل هو إلى والدته خوند زينب بنت البدري حسن بن خاص بك وترك باب السلسلة لمن يأخذه بالتسليم وتمزقت عساكره في الحال كأنها لم تكن وزال ملكه في أقل ما يكون فسبحان من لا يزول ملكه وبقاؤه الدائم الأبدي. فلما بلغ الأمير الكبير خشقدم الخبر قام من وقته بمن معه من أصحابه وعساكره وطلع إلى باب السلسلة واستولى على الإسطبل السلطاني وملك قلعة الجبل أيضًا في الحال من غير مقاتل ولا مدافع وأمر الأمير الكبير في الحال بقلع السلاح وآلة الحرب وسكن الأمر وخمدت الفتنة كأنها لم تكن. ثم أرسل الأتابك خشقدم في الحال جماعة من أصحابه قبضوا على الملك المؤيد أحمد هذا من الدور السلطانية فأمسك من غير ممانعة وسلم نفسه وأخرج من الدور إلى البحرة من الحوش السلطاني وحبس هناك بعد أن قئد واحتفظ به. وأمسك أخوه محمد أيضًا وحبس معه بالبحرة فخرجت والدتهما خوند زينب المقدم ذكرها معهما وأقامت عندهما بالبحرة المذكورة وقد علمت وعلم كل أحد أيضًا بأن الذي وقع لهم من زوال ملكهم في أسرع وقت إنما هو بدعوة مظلوم غفلوا عنها لم يغفل الله عنها ولله در القائل: الوافر أرى الدنيا تقول بملء فيها حذار حذار توبيخي وفتكي قلت: " على قدر الصعود يكون الهبوط وكما تدين تدان وما ربك بظلام للعبيد والجزاء من جنس العمل ". وكأن لسان حال إسكندرية قبل ذلك يقول: " كل ثان لا بد له من ثالث ". فالأول ممن كان فيها من السلاطين أولاد الملوك: الملك العزيز ابن الملك الأشرف برسباي وقد خلعه الملك الظاهر جقمق وتسلطن مكانه ثم الملك المنصور عثمان ابن الملك الظاهر جقمق خلعه الملك الأشرف إينال وتسلطن عوضه وهو الثاني فاحتاجت الإسكندرية إلى ثالت ليجازى كل على فعله فكان المؤيد هذا خلعه الملك الظاهر خشقدم وتسلطن مكانه واستولى على جميع حواصل الملك المؤيد وذخائره فلم يجدوا فيها ما كان في ظنهم فطلبوا منه المال فذكر أنه أصرف جميع ما كان في خزانة والده في نفقة المماليك السلطانيه لما تسلطن ولم يبق في الخزانة إلا دون المائة ألف دينار. ثم تتبعوا حواصله وحواشيه بعد ذلك فأخذوا منهم زيادة على مائة ألف دينار وبعض متاع وصيني وقماش. واستمر
محتفظًا به بالبحرة إلى ما سنذكره. وكانت مدة تحكمه من يوم تسلطن إلى يوم خلع من السلطنة بالملك الظاهر خشقدم أربعة أشهر وستة أيام بغير تحرير وبتحرير الأوقات والساعات: وخمسة أيام. ولما نكب الملك المؤيد وخلع من السلطنة على هذا الوجه كثر أسف الناس عليه إلى الغاية والنهاية فإنه كان سار في سلطنته سيرة حسنة جميلة وقمع أهل الفساد وقطاع الطريق بجميع إقليم مصر وأمنت السبل في أيامه أمنًا زائدًا واطمأنت النفوس من تلك المخاوف التي كانت في أيام أبيه وزالت أفعال الأجلاب بالكلية مما أردعهم في أوائل سلطنته بالآخراق والوعيد وأبعدهم عنه. ثم سلك الطريق الجميلة في الرعية فعظم حب الناس له وانطلقت الألسن له بالدعاء والابتهال سرًا وعلانية وسر بسلطنته كل أحد من الناس ومالت القلوب إليه لولا تكبر كان فيه وعدم التفات إلى الأكابر حسبما تقدم ذكره وهذا كان أكبر الأسباب لتوغر خواطر الأمراء منه وإلا فكان أهلًا للسلطنة بلا نزاع. فلو أنه سار مع الأمراء سيرة والده الأشرف من الملق وأخذ الخواطر مع إرادة الله تعالى لدامت أيامه مقدار المواهب إلالّهية لأنه كان ملكًا عارفًا سيوسًا فطنا عالي الهمة يقظًا لولا ما شان سؤدده من التكبر ومصاحبة الأحداث ولله در القائل: الطويل ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها كفى المرء فخرًا أن تعد معايبه ودام الملك المؤيد هذا بالبجرة من الحوش السلطاني بقلعة الجبل إلى يوم الثلاثاء حادي عشرين شهر رمضان فرسم السلطان الملك الظاهر خشقدم بتوجهه وتوجه أخيه محمد إلى سجن الإسكندرية. فأنزلا في باكر النهار المذكور وأخرج الملك المؤيد هذا مقيدًا وحمل على فرس ولم يركب خلفه أحد من الأوجاقية كما هي عادة من يحمل من أعيان الأمراء إلى سجن الإسكندرية فنزهوا مقامه عن ذلك وأنا أقول: لعل أنه ما قصدوا بذلك إجلاله فإنه ليس في القوم من هو أهل لهذه المعاني. وإنما الملك المنصور عثمان كان لما أنزل من القلعة إلى الإسكندرية على هذه الهيئة لم يركب خلفه أوجاقي فظن القوم أن العادة لا يركب خلف السلطان أوجاقي ففعلوا بالمؤيد كذلك. ولقد سمعت هذا المعنى من جماعة من أكابر الجهلة والمشهورين بالمعرفة فلو قيل له: وأي سلطان أنزل من القلعة بعد خلعه من السلطنة إلى الإسكندرية على هذا الوجه لما كان يسعه أن يقول رأيت ذلك في بلاد الجاركس انتهى. وحمل أخوه محمد أيضًا على فرس آخر بغير قيد فيما أظن ونزل أمامه وبين يديهما مملوك أبيهما قراجا الأشرفي الطويل الأعرج على بغل بقيد وخلفه أوجاقي على عادة الأمراء بسكين. وأنا أقول: عظم قراجا بهذا النزول مع هؤلاء الملوك في مثل هذا اليوم والذي أراه أنا أنه كان يتوجه بين يدي هؤلاء ماشيًا إلى أن يصل إلى البحر وإلا فهذا إجلال لقدر هذا الوضيع وإن كان فيه ما فيه من النكد ففيه نوع من رفع مقامه. وسار الجميع والعساكر محتفظة بهم وعلى أكثرهم السلاح وآلة الحرب وجلست الناس بالحوانيت والطرقات والبيوت لرؤية الملك المؤيد هذا كما هي عادة العوام وغيرهم من المصريين وتوجهوا بهم من الصليبة إلى أن اجتازوا بالملك المؤيد وأخيه محمد على تلك الهيئة بدار أخته شقيقته زوجة الأمير يونس الدوادار الكبير وهو في حياض الموت لمرض طال به أشهرًا تجاه الكبش. فلما وقع بصر زوجة الأمير يونس على أخويها وهما في تلك الحالة العجيبة المهولة صاحت بأعلى صوتها هي ومن حولها من الجواري والنسوة فقامت عيطة عظيمة من الصياح واللطم والرؤوس المكشوفة فحصل للناس من ذلك أمر عظيم من بكاء وخزن وعبرة على ما أصاب هؤلاء من النكبة والهوان بعد الأمن والعز الذي لا مزيد عليه وما أحسن قول من قال في هذا المعنى: البسيط جاد الزمان بصفو ثم كدره هذا بذاك ولا عتب على الزمن ودام سيرهم على هذه الصفة إلى أن وصلوا بهم إلى البحر بخط بولاق بساحل النيل فأنزل الملك المؤيد وأخوه ومعهما قراجا المذكور في مركب واحد وسافروا من وقتهم على الفور إلى الإسكندرية وقد كثر تأسف الناس عليهم إلى الغاية ما خلا المماليك الظاهرية فإنهم فرحوا به لما كان فعل الملك الأشرف إينال بابن أستاذهم الملك المنصور كذلك فجازوه بما فعلوه الآن مع ابنه الملك المؤيد هذا. قلت: هكذا فعل الدهر يوم لك ويوم عليك. ودام الملك المؤيد ومن معه مسافرًا في البحر إلى ثغر رشيد فسافروا على البر إلى أن وصلوا إلى الإسكندرية فسجنوا بها. واستمر الملك المؤيد مسجونًا بقيده إلى أن استهلت سنة ست وستين فرسم السلطان الملك الظاهر خشقدم بكسر قيده فكسر وتوجهت والدته خوند زينب إليه وسكنت عنده بالثغر ومعها ابنتها زوجة الأمير يونس بعد موته. ثم مرض ولدها محمد في أثناء السنة أيامًا كثيرة ومات بالثغر ودفن به في ذي الحجة. وقبل موته ماتت ابنته بنت أشهر ولم يتهم أحد لموته لأن مرضه كان غير مرض المتهومين. ولما وقع ذلك أرسلت والدته خوند زينب تستأذن السلطان في حمل رمة ولدها محمد المذكور من الإسكندرية إلى القاهرة لتدفنه عند أبيه الأشرف إينال فأذن لها في ذلك فحملته بعد أشهر وجاءت به إلى القاهرة في شهر ربيع الأول من سنة سبع وستين وثمانمائة ودفن محمد المذكور على أبيه في فسقية واحدة رحمهما الله تعالى والمسلمين. ولم تحضر والدته المذكورة مع رمة ولدها محمد وإنما قامت عند ولدها الملك المؤيد أحمد بالإسكندرية لمرض كان حصل للملك المؤيد أبطل بعض أعضائه ثم عوفي بعد ذلك بمدة. وحضرت بعد ذلك إلى القاهرة بطلب من السلطان بسبب المال وصادفت وفاة الأمير يونس المؤيدي الدوادار الكبير صهره زوج أخته بعد يوم ثم تزوجها الأمير كسباي الخشقدمي الدوادار الثاني فقبل دخولها ماتت معه. وكان عمره وقت سلطنته نيفًا وثلاثين سنة فإن مولده وأبوه نائب بغزة. وكانت مدة سلطنة الملك المؤيد أحمد على مصر أربعة أشهر وأربعة أيام مرت أيامه كالدقائق لسرعتها وحسن أوقاتها ودام في الإسكندرية وقد كمل له بها الآن مدة عشر سنين سواء. ولما مات الظاهر خشقدم وتسلطن الملك الظاهر تمربغا الظاهري ففي أول يوم رسم بإطلاق الملك المؤيد أحمد من سجن الإسكندرية ورسم له بأن يسكن في الإسكندرية في أي بيت شاء وأنه يحضر صلاة الجمعة راكبًا وأرسل إليه خلعة وفرسًا بقماش ذهب فاستمر يركب. ولما تسلطن صهره الملك الأشرف قايتباي زاد في إكرامه وبقي يسافر وصاهره على ابنته الأمير يشبك من مهدي الظاهري الدوادار الكبير ودام. وهذه السنة وهي سنة خمس وستين وثمانمائة هي التي اتفق فيها أن حكم فيها ثلاثة ملوك حكم الملك الأشرف إينال من أولها إلى نصف جمادى الأولى وحكم ولده الملك المؤيد هذا من نصف جمادى الأولى المذكورة إلى تاسع عشر شهر رمضان فقط وحكم الملك الظاهر خشقدم من تاسع عشر شهر رضان فقط إلى آخرها. وسنذكر وفيات هذه السنة بتمامها في محلها في أول سنين سلطنة الملك الظاهر خشقدم حسبما اصطلحنا عليه في مصنفنا هذا إن شاء الله تعالى. سلطنة الظاهر خشقدم على مصر هو السلطان الملك الظاهر أبو سعيد سيف الدين خشقدم بن عبد الله الناصري المؤيدي وهو السلطان الثامن والثلاثون من ملوك الترك وأولادهم بالديار المصرية والأول من الأورام بعد أن تسلطن من الجراكسة وأولادهم ثلاثة عشر ملكًا أعني أول دولة الظاهر برقوق وهو القائم بدولة الجراكسة ابتداء. وأما من سلف من ملوك الترك الجراكسة والأورام ففيهم اختلاف كثير لعدم ضبط المؤرخين هذا المعنى. والذي تحرر منهم من دولة الملك الظاهر برقرق إلى يومنا هذا فأول الجراكسة برقوق وأول الأورام خشقدم هذا وبينهما إحدى وثمانون سنة لا تزيد ولا تنقص يومًا لأن كلا منهما تسلطن في تاسع عشر شهر رمضان فذاك أعني برقوقًا في سنة أربع وثمانين وسبعمائة وخشقدم هذا فى سنة خمس وستين وثمانمائة تسلطن يوم خلع الملك المؤيد أبو الفتح أحمد ابن السلطان الملك الأشرف إينال الأجرود في يوم الأحد تاسع عشر شهر رمضان سنة خمس وستين وثمانمائة بعد الزوال وهو يوم ملك القلعة من الملك المؤيد أحمد. فلما كان وقت الزوال طلب الخليفة المستنجد بالله يوسف والقضاة والأعيان وقد حضر جميع الأمراء في الإسطبل السلطاني بباب السلسلة بالحراقة وبويع بالسلطنة. وكال قد بويع بها من بكرة يوم السبت ثامن عشر شهر رمضان قبل قتال الملك المؤيد أحمد حسبما تقدم ذكره في ترجمة الملك المؤيد أحمد ولقب بالملك الظاهر وكني بأبي سعيد. ولما تم له الأمر لبس خلعة السلطنة السواد من مبيت الحراقة وركب فرس النوبة وطلع إلى القصر السلطاني بشعار الملك والأمراء والعساكر مشاة بين يديه ما خلا الخليفة فإنه راكب معه وقد حمل القبة والطير على رأسه الأمير جرباش المحمدي الناصري المعروف بكرد أمير سلاح. وجلس على تخت الملك وقبلت الأمراء والعساكر الأرض بين يديه ودقت البشائر في الوقت فازدحمت الناس لتهنئته وتقبيل يديه إلى أن انتهى كل أحد. ونودي في الحال بسلطنته في شوارع القاهرة وخلع على الخليفة المستنجد بالله يوسف فوقانيًا حريرا بوجهين أبيض وأخضر بطرز زركش وقدم له فرسًا بسرج ذهب وكنبوش زركش ثم خلع على الأمير جرباش المحمدي أطلسين متمرًا وفوقانيًا بوجهين بطرز زركش وأنعم عليه بفرس بقماش ذهب وهذه الخلعة لحمله القبة والطير على رأس السلطان وخلعة الأتابكية تكون بعد ذلك غير أن جرباش المذكور علم أنه قد صار أتابكًا لحمله القبة والطير على رأس السلطان. ثم خلع السلطان على الأمير قرقماس الأشرفي أمير مجلس باستقراره أمير سلاح عوضًا عن جرباش. وكانت سلطنة الملك الظاهر خشقدم وجلوسه على تخت الملك وقت الظهر من يوم الأحد المقدم ذكره وكان الطالع وقت سلطنته وجلوسه على تخت الملك. . . واستمر جلوس السلطان الملك الظاهر خشقدم بالقصر السلطاني من قلعة الجبل إلى الخميس وعنده جميع الأمراء على العادة. ثم أصبح السلطان في يوم الاثنين العشرين من شهر رمضان خلع على الأمير جرباش المحمدي خلعة الأتابكية وهي كخلعته بالأمس. وفيه رسم السلطان بإطلاق الأميرين من سجن الإسكندرية الأمير تنم من عبد الرزاق المؤيدي أمير سلاح كان والأمير قاني باي الجاركسي الأمير آخور الكبير كان وتوجههما إلى ثغر دمياط بطالين. وفي يوم الثلاثاء حادي عشرينه الثانية من النهار حمل الملك المؤيد أحمد وأخوه محمد من قلعة الجبل إلى جهة الإسكندرية ليحبسا بها. قلت: وقبل أن نشرع في ذكر الحوادث نبدأ بالتعريف بأصل الملك الظاهر خشقدم هذا وسبب ترقيه إلى السلطنة فنقول: أصله رومي الجنس جلبه خواجا ناصر الدين إلى الديار المصرية في حدود سنة خمس عشرة وثمانمائة أو في أوائل سنة ست عشرة هكذا أملى علي من لفظه بعد سلطنته وسنه يوم ذلك دون البلوغ فاشتراه الملك المؤيد شيخ وجعله كتابيًا سنين كثيرة ثم أعتقه وجعله من جملة المماليك السلطانية إلى أن مات الملك المؤيد فصار خشقدم هذا خاصكيًا في دولة ولده الملك المظفر أحمد بن شيخ بسفارة أغاته الأمير تغري بردي قريب قصروه. ودام خاصكيًا مدة طويلة إلى أن صار ساقيًا في أوائل دولة الملك الظاهر جقمق. ثم أمره الملك الظاهر إمرة عشرة وجعله من جملة رؤوس النوب في حدود سنة ست وأربعين فدام على ذلك إلى سنة خمسين فأنعم عليه الملك الظاهر أيضًا بإمرة مائة وتقدمة ألف بدمشق واستمر بدمشق إلى أن تغير خاطر الملك الظاهر جقمق على الأمير البردبكي حاجب الحجاب بسبب عبد قاسم الكاشف الذي نعتوه الناس بالصلاح ونفاه إلى ثغر دمياط بطالًا فرسم السلطان الملك الظاهر جقمق بطلب خشقدم هذا من مدينة دمشق ليكون عوضًا عن تنبك المذكور في حجوبية الحجاب وعلى إقطاعه أيضًا دفعة واحدة وذلك في صفر سنة أربع وخمسين وثمانمائة. وكان مجيء خشقدم هذا إلى الديار المصرية بسفارة الأمير تمربغا الظاهري الدوادار الثاني وقيل على البذل على يد أبي الخير النحاس. وأنعم السلطان بتقدمة خشقدم هذا التي بدمشق على الأمير علان جلق المؤيدي فاستمر خشقدم المذكور على الحجوبية إلى أن تسلطن الملك الظاهر جقمق فخلع عليه بإمرة سلاح عوضًا عن الأمير تنبك البردبكي الذي كان أخذ عنه الحجوبية بعد أن وقع لتنبك المذكور دورات وتنقلات فدام على وظيفة إمرة سلاح إلى أن سافر مقدم العساكر السلطانية إلى بلاد ابن قرمان. ثم عاد واستمر على حاله إلى أن تسلطن الملك المؤيد أحمد ابن الأشرف إينال فخلع عليه باستقراره أتابك العساكر عوضًا عن نفسه وذلك في يوم الجمعة سادس عشر جمادى الأولى سنة خمس وستين. فلم تطل أيامه وثار القوم بالملك المؤيد أحمد وقاتلوه حتى خلعوه حسبما ذكرنا أمر الوقعة في تاريخنا " حوادث الدهور في مدى الأيام والشهور ". وتسلطن الملك الظاهر خشقدم هذا. ووقع في سلطنته نادرة غريبة وهي أن الملك الظاهر برقوقًا كان أول ملوك الجراكسة بالديار المصرية إن كان الملك المظفر بيبرس الجاشنكير غير جاركسي وكانت سلطنة برقوق في يوم الأربعاء تاسع عشر شهر رمضان سنة أربع وثمانين وسبعمائة ولقب بالملك الظاهر وكانت سلطنة الملك الظاهر خشقدم هذا في يوم الأحد تاسع عشر شهر رمضان سنة خمس وستين وثمانمائة فتوافقا في اللقب والشهرة والتاريخ والشهر وذلك أول ملوك الجراكسة وهذا أول دولة الأورام فبينهما إحدى وثمانون سنة لا تزيد يومًا ولا تنقص يومًا لأن كلا منهما تسلطن بعد أذان الظهر في تاسع عشر شهر رمضان انتهى. ثم في يوم الخميس ثالث عشرينه خلع السلطان على الأمير جانبك الظاهري نائب جدة باستقراره دوادارًا كبيرًا بعد موت الأمير يونس. وخلع على الأمير جانبك من أمير الظريف الخازندار باستقراره دوادارًا ثانيًا عوضًا عن بردبك الأشرفي بحكم القبض عليه وولي الدوادارية الثانية على تقدمة ألف ولم يقع ذلك لغيره. واستقر قانم طاز الأشرفي خازندارًا عوضًا عن جانبك من أمير. وفي يوم الجمعة رابع عشرينه تواترت الأخبار بوصول الأمير جانم الأشرفي نائب الشام إلى منزلة الصالحية وأشيع هذا الخبر إلى وقت صلاة الجمعة فتحقق السلطان الإشاعة فحصل عليه من هذا الخبر أمر كبير وعظم مجيء جانم على السلطان إلى الغابة لأن جانم كان رشح لسلطنة مصر قبل ذلك عند مجيء ولده يحيى بن جانم إلى مصر في دولة الملك المؤيد أحمد وقد ذكرنا ذلك في وقته. وخارت طباع الملك الظاهر خشقدم وما ذلك إلا لعظم جانم في النفوس وأيضًا لكثرة خجداشيته الأشرفية وزيادة على ذلك من كان كاتبه وأذعن لطاعته من أعيان الظاهرية الجقمقية. ثم طلب السلطان الأمير جانبك الدوادار وكلمه بما سمعه من مجيء جانم وكان جانبك قد استحال عن جانم ومال بكليته إلى الملك الظاهر خشقدم وصار من جهته ظاهرًا وباطنًا فهون جانبك مجيئه على السلطان وأخذ في التدبير وقام وخجداشيته بنصرة الملك الظاهر خشقدم. ووقع بسبب مجيء جانم أمور كثيرة وحكايات ذكرناها في تاريخنا " حوادث الدهور " ملخصها: أن جانم أقام بالخانقاه أيامًا وعاد إلى نيابة الشام ثانيًا بعد أن أمده السلطان بالأموال والخيول والقماش حسبما يأتي ذكره يوم سفره. وفي يوم السبت خامس عشرينه نودي بنفقة المماليك السلطانية في يوم السبت الآتي. وفيه أيضًا أنعم السلطان على عدة من الأمراء بتقادم ألوف وهم: الأمير أزبك من ططخ الظاهري وبردبك الظاهري الرأس نوبة الثاني وجانبك من قجماس الأشرفي المشد زيادة على إقطاعه الأول ووظيفته. وأنعم السلطان أيضًا على جماعة من الخاصكية لكل واحد إمرة عشرة باستحقاق وغير استحقاق كما هي عادة أوائل الدول. واستقر الأمير قايتباي المحمودي الظاهري أمير طبلخاناه وشاد الشراب خاناه عوضًا عن جانبك الأشرفي. وأما ما جدده الملك الظاهر خشقدم من الوظائف مثل الدوادارية والسقاة والسلحدارية فكثير جدًا لا يدخل تحت حصر لعسر تحريره. واستقر الأمير دولات باي النجمي مسفر الأمير جانم نائب الشام واستقر تمراز الأشرفي أحد مقدمي الألوف بدمشق في نيابة صفد بعد عزل خيربك النوروزي عنها وتوجهه إلى دمشق مقدم ألف وأنعم السلطان أيضًا على تمراز المذكور بمبلغ كبير من المال وغيره.
|